الإعجاز في قوله تعالى ( ظهر الفساد في البر والبحر )
الإعجاز في قوله تعالى ( ظهر الفساد في البر والبحر )
من أبحاث المؤتمر العالمي الثامن للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بدولة الكويت 1427هـ - 2006م
أ . د / زكريا محمد عبد الوهاب طاحون
رئيس مجلس إدارة جمعية المكتب العربي للبحوث والبيئة
ملخص البحث
تتعدد أزمات البيئة وقضاياها وتتنوع ،
حتى باتت تشكل تحدياً جوهرياً لوجود الإنسان المعاصر واستمراره ورفاهيته
واستقراره . فنجد أن مشاكل : الانفجار السكاني ، واستهلاك الطاقة ،
واستنزاف الموارد ، والنظافة ، والغذاء ، والفقر ، والجهل ، وتلوث عناصر
البيئة ( هواء ، مياه ، تربة ) ،وغيرها من المشاكل والأزمات ، باتت تهدد
مناطق كثيرة من العالم ، خصوصاً بلدان العالم الفقيرة ، وتستنزف كل
إمكانيتها ومواردها ، بل وتعوق كل إنجازات ومشروعات التنمية الشاملة ،
وتضغط بالتالي على هذه الدول فتطرها للاستدانة ، وما يترتب عليها من ديون
وفوائد مالية ومظاهر أخرى للتعبئة . وتأثير ذلك كله على طبيعة الخدمات
التعليمية والصحية والثقافية والاجتماعية بتلك البلدان .
وتأتي مشكلة استنزاف الموارد الطبيعية
التي هي موروث للجميع بما فيها الأجيال القادمة على رأس المشكلات البيئية .
وكذلك مشكلات التجريف للأراضي الزراعية وعلاقتها بالقضاء على جودة التربة
وخصوبتها ، وإهدار المياه وسوء إدارتها في مناطق عديدة من العالم ، وبخاصة
في مناطق الجنوب الفقير ، نتيجة لعدم وجود رسائل أو تقنيات حديثة لاستغلال
موارد المياه من الأنهار والبحار ، وعدم الاستغلال الرشيد للمياه الجوفية
لعجز الامكانيات .
فمثل هذه المشكلات التي هي من توابع
الاستنزاف الرشيد للموارد وغيرها ، فضلا عن سلوك الإنسان غير المرشد
وممارساته السلبية بحق هذه الموارد ؛ تؤدي لا محالة إلى تعقيد المشكلات
البيئية واستعصائها على الحل ، وما يتبع ذلك في النهاية من عدم تحقيق الأمن
الغذائي وباقي المتطلبات الأساسية للإنسان ، مما يجعل البلدان الفقيرة
فريسة سهلة لصنوف الاستغلال والاستقطاب والتبعية في شتى المجالات ، وبخاصة
السياسية والاجتماعية والعسكرية والاقتصادية .
وعلى الرغم من أن الإنسان المعاصر لم
يواجه هذه المشكلات في الماضي بطبيعتها الحادة إلا منذ قيام الثروة
الاقتصادية سنة 1960 م وتعاظم المشكلات التلوث التي تحقن عناصر البيئة (
هواء – مياه – تربة ) بشتى أنواع الملوثات ، والتي أحدثت اضطراباً في
العناصر البيئية الطبيعية وانفلاتاً وانقلاباً في بعض المناطق ( فأحداث
تسونامي بجزيرة بال الإندونيسية ليست ببعيدة ) وعجز الإنسان عن مواجهتها
بإمكانياته المتواضعة ؛ إلا أن القرآن الكريم في الآية 41 من سورة الروم
وقبل 1400 سنة ، قد سجل هذه الممارسات وهذا الشطط الإنساني الطائش والذي
يصل في بعض الأحيان إلى حد السفه ، وذلك في قول الله تعالى :
" ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا
لعلهم يرجعون " صدق الله العظيم
| |||||||||
مشاهده: 330 | |
مجموع التعليقات: 0 | |